احتقار النفس واتهامها بالتقصير..

احتقار النفس واتهامها بالتقصير..من أسباب الرقي الإيماني ..

أن يرمي الإنسان نفسه بالتقصير والعيب والجهل

وأن يعتقد اعتقادا جازما بأن نفسه مأوى كل عيب ..

ومأوى كل نقص..والإنسان الذي ينظر لنفسه بهذه النظرة سيكتشف أخطاءه بسهولة..

على العكس من الإنسان الذي ينظر لنفسه بعين الرضا..

ولذلك كان السلف يتهمون أنفسهم ويتهمون صدق إخلاصهم وتوجههم إلى الله سبحانه..

في كل لحظة

كما روي عن عمر رضي الله عنه أنه أتى إلى حذيفة وقال :

"ناشدتك الله يا حذيفه أعدني رسول الله من المنافقين؟!!!!"

عمر من المنافقين !!!!!!!!!

وعبد الرحمن بن أبي مليكه يقول:

" أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه.."

الحسن البصري يقول:" والله ما خشي النفاق على نفسه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق.."

يعني المؤمن دائم الاتهام لنفسه دائم الخوف عليها من النفاق..

دائم الاتهام لنفسه بالعيب ولا يزكي نفسه ..والله قد نهى عن ذلك..

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من صلاته استغفر ثلاثا..

نعم بعد أن يفرغ من الطاعة يستغفر ويطلب من الله العفو والمغفرة..

بل أمره الله بالاستغفار بعد أداء الدعوة وبعد
الجهاد والبذل والتعب ..

أمره أن يختم حياته بالاستغفار..

[إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ(1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ
فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا(3) ]. {النَّصر}.

والحاصل أن جهل الإنسان بنفسه وجهله بربه وحقوقه يتولد عنهما رضاه بطاعته

وإحسان ظنه بها

ويتولد من العجب والكبر والرياء ما هو أكبر من بعض الكبائر الظاهرة..

ولذلك قال بعض العارفين:

" متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض عنك..

ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر وعمله

مأوى كل نقص فكيف يرضى لله عمله.."

يقول أحدهم :

"من تحقق بالعبودية نظر إلى أعماله بعين الرياء وأفعاله بعين الدعوى وأقواله بعين الافتراء

وكل ما عظم المطلوب في قلبك صغرت نفسك عندك

وكلما شهدت حقيقة الربوبية والعبودية
تبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح ..

ولو جئت بعمل الثقلين لخشيت العاقبة..

بل الله هو الذي يثيبك عليه بفضله وكرمه وجوده ورحمته.."

ولعل بعض العصاة أقرب إلى الله من كثير من الطائعين ..

فلعله منكسر الخاطر مخفوض الجناح متعب

النفس مكدود الروح من ندمه على معصيته

مخبتا لربه نادما على فعله تائبا من عمله

فلعله أقرب منزلة إلى الله وإلى رحمته ممن هو معجب بعمله حتى وإن كان عظيما ..

مقتنعا بطاعاته حتى وإن كانت كثيرة..

فذنب تذل به لدى الله أحب إليه من طاعته تدل بها عليه..

ولأن تبيت نائما فتصبح نادما خير من أن تبيت قائما فتصبح معجبا..

فإن المعجب لا يصلح له عمل..

ولأن تضحك وأنت نادم مستغفر خير من أن تبكي وأنت مدل معجب..

أنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين..

فلعل الله سقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داءا قاتلا هو فيك وأنت لا تشعر..

ولذلك يقول بعض السلف:

" قد يعمل العبد الذنب فيدخل به الجنة وقد يعمل الطاعة فيدخل بها النار.."

لأن ذاك قد ندم على ذنبه وما زال قلقلا مضطربا منه منكسرا خائفا وجلا من ربه..

والآخر مدل بطاعته معجبا بها ممتنا على ربه وهو غني عنه وعن طاعته..

وكلما ذكر هذه الحسنة أعجب بها وامتن بها على ربه..

فيكون الذنب للأول موجبا لترتب طاعات واستغفار

ومعاملات قلبية مع الله من خوف الله والحياء منه والإطراق بين يديه خجلا منكسرا ..

وهو أفضل من ذلك الطائع الذي أورثته طاعته

كبرا وصلفا وازدراء لعباد الله ورؤيتهم بعين الاحتقار..

فلا شك أن ذلك المذنب خير من ذلك المعجب..

ولذلك قد يقوم الإنسان ليلة مثلا فيخرج في الصباح

وينظر إلى الناس فيرى أنه خير منهم وأفضل منهم..

أو قد يصوم الاثنين أو الخميس فإذا رأى البعض يتغدون أو يشربون ماء

نظر إليهم بازدراء وإلى نفسه بعجب وأنه خير منهم وأنه وأنه...

وهذا خطر عظيم وقد يكون من أسباب إحباط العمل وأقل أحواله أن ينقص الأجر ...

ولذلك لابد أن ينتبه الإنسان إلى نفسه وقلبه

ويتهمها دوما بالتقصير والنقص والعيب..

طرح رائع وكلمات ارقى

كل الشكر والتقدير لك ولجهودك الطيبة

دمت متالقا في منتدانا منتدي عائلة زعرب

بانتظار المزيد من بوح قلمك وابداعاتك

تحيتي لكـ

يسلمو ع طرحك الجميل

الله يجعلها بميزان حسناتك

لا تحرمنا من جديدك

₪∫∫∫∫₪≈:

• •

عـــاشــــ تـــراب فـلــــســــــطين ــــــق

• •

:≈₪∫∫∫∫₪

يسلمو ع طرحك الجميل

يسلمو علي الموضيع ارائعه

بجد موضيع رائعه

الله لا يحرمنا من موضيعك الرائعه

تحياتي
ابو جمال

شكرا لمروركم الرائع الجميل بمدلوله

بارك الله فيكم

بانتظار ما هو قادم منكم

ارق تحيه لكم