عاشت طفولة مرفّهة تنعم بالدلال من جانب الاب والاخوة .. كانت ذكية نبيهة عاملوها كالدمية تضحكهم تسعدهم وتشعرهم بالفخر ... في ظل ظروف عاشها الناس صعبة تحت ظلم الاستبداد وشعور القهر ...
انغرّت الفتاة بنفسها ولم تعد ترى سواها وعبرت مراحل المدرسة بتفوق عزز هدفها ومبتغاها... تريد أن تكون شيئا لم تكن امرأة حققته , وان تنال من العلم والمناصب ومن المال والجاه , كالرجال بل أكثر وانطلقت وراء هدفها ليس امامها سواه ... ارتباط!! زواج!! لا وألف لا .. قالتها مرات ومرات ... أارتبط بمن يحكمني واخدمه؟ ! أنا الذكيّة المثقّفة الجميلة بنت الذوات؟! وخلال سنوات الدراسة حيث عانت وقابلت الويلات لم تثنها المصاعب عن هدفها بل استمرّت وثابرت وحازت بدلا الشهادة على ثلاث شهادات , غير الابحاث والندوات والمحاضرات في المؤتمرات .. وبالصدفة في آخر سنة لها في بلاد العلم البعيدة تعرّفت بطريق الصدفة على عائلة مسلمة سعيده .. انّها عائلة زميل لها وزوجته المحجبة وطفل رضيع ,, تعلّقت بالطفل الذي ايقظ فيها شعورا خفيّا بل غريزة نسوية كانت بالنسبة لها نسيا منسيا... تعلّقت بالطفل والام وهم بها كذلك فقرّبوها من أنوثتها ,من دينها وعروبتها لترى الحياة بشكل آخر وتبصر نورا يشع من خلال الظلام الحالك ...... تناولت يوما وبلا سابق انذار منديل زوجة الزميل ووضعته على رأسها ,, فزاد من طيبتها طيبة وشعّ النور من وجهها .. وبرفق ولين خاض الزميل وزوجته معها حديثا دام ساعات ... لتخرج منه وتجد نفسها ابنة الثمانية والعشرين والعلم والشهادات ، بنت سني حياتها بناءً خاطئا ليس من أجله منحت لنا الحياة! لم تيأس وقرّرت سلوك طريق الاسلام والعودة للتواضع والعيش البسيط الكريم ، وتسخير العلم لمرضاة الله ونشر دينه ، دين الحق وتنازلت عن خطيب دنيوي وقف في وجه قرارها لترزق بعدها بشهور بشريك دربها ,, مال وعلم مركز وخلق ودين وكل ما حلمت به منذ صغرها ... انّها الآن أم وحاجّة ومعتمرة , باحثة , محاضرة, تنهل من العلم , ولكن قبل كل هذا زوجة مطيعة وربّة بيت وداعية للصلاح, وأمّا ما كان من حب النفس والتنافس على أمور الحياة فقد ذهب أدراج الرياح!!