من احدث الظواهر التي تلفت الانتباه هذه الايام.. هو اهتمام الشباب البالغ بالسيارات كوسيلة مواصلات بل بموديلاتها وتزيينها وماضاءتها. انه اهتمام جعل البعض يتهم الشباب باللامبالاة والتفاهة.. فهل هذه حقيقة ام لا..
عصر السيارات
وبالعودة الى الشباب وطريقتهم او اسلوبهم في الحياة نجد ان الشباب تختلف اهتماماته من عصر الى عصر وفق تطور الحياة وطموح الشباب وجموح التقنية والاتصالات الحديثة.. وكذلك وفق المنظومة الاجتماعية والثقافية السائدة في ذلك العصر لانها هي التي تحدد انشطة واهتمامات الشباب وتساهم الى حد بعيد في بروز اهتماماتهم بشيء دون شيء آخر.
ولوحظ في الاونة الاخيرة الاهتمام العالمي المتزايد بالسيارات ليست كوسيلة مواصلات فقط بل كمركز اجتماعي.. ومحور تسلية كبير ولذا كان اهتمام الشباب الزائد عن الحد بالسيارات هو الاهتمام بالسيارات وتزيينها وتعديلها سواء من ناحية الشكل او المضمون.. المشكلة هنا لا تكمن في اهتمام الشباب فهذا شيء طبيعي ولكن المشكلة هو في الهوس بالسيارات وجعلها نوع من انواع التسلية والدلال والدلع بين الشباب والسيارات.
من الوان الهوس بالسيارات
من الوان الهوس التي يظهر بها الشباب هوسهم بالسيارات هو ظهور مجموعة شباب صغار السن اي في ريعان الشباب وهم يلهون ويقطعون الوقت بالانطلاق سواء فرادي او جماعي.. اي يجلس شاب وحده في سيارته او يركب معه مجموعة من اصدقائه.. وهذا الشاب يغلق زجاج سيارته من النوافذ الاربعة ويشغل صوت الكاسيت عالياً جداً حتى يصير اشبه بالصراخ والعويل الذي يصم الآذان.. وبعد ذلك ينطلقون بالسيارة في اقصى سرعة وهم يصرخون..
اضاءة السيارات من الخلف وليس هذا فقط بل اضاءتها بألوان متعددة..
ومن الموضات الجديدة هو تثبيت كاميرات على جانبي السيارة لتلتقط ما يحبون التقاطه ولتكون ايضاً احد اشكال الديكور.
شبابنا يقلد الغرب
التقينا بمجموعة من الشباب وسألناهم عن تلك الظاهرة فأجابوا..
عبيد الله احمد.. شاب 20سنة قال: اعرف ان الاهتمام بالسيارات هو من تأثر الشباب بوسائل الاعلام حيث نحاول تقليد الافلام الغربية وذلك لاثبات ذاتنا.. ونحن الشباب نقضي وقتاً كثيراً في تعديل وتزيين السيارة ولا نعتبره وقتاً فارغاً او ضائعاً كما يقول الكبار عنا دائماً.
الشباب.. والتميز والفراغ
اما الشاب عبد الناصر العتيبي فيقول: الاهتمام بالسيارات ليس عيباً او خطأ حيث ان كل شخص منا يحب ان يكون مميزاً وان تكون سيارته رائعة في احسن شكل.. ولكن الحقيقة هي ان الفراغ هو السبب في ذلك كله فزيادة اوقات الفراغ تدفع الشباب الى الاهتمام بالسيارات ولفت الانظار اليها.. وتجميل المظهر دون النظر لاي شيء آخر حتى في قيمة الوقت.. ويرى نعمة الله كحل من عنده هو الاكثار من مراكز الشباب والمراكز العلمية والادبية.. وكذلك الاهتمام بالرياضة وممارستها بشكل مستديم حيث تأخذ وقتاً وتأتي بالفائدة والمتعة والصحة..
وسألنا الشاب عبدالرحمن الايوبي فقال:
الشباب يتأثر ويقلد الغرب ولذا على وسائل الاعلام عندنا تغيير انماطها وتوعية الشباب.. كما ان التدليل من الاهل هو من اهم الاسباب في اهتمام الشباب الزائد بالسيارات.. كما يقترح الايوبي ان يهتم بالعمل على الاهتمام بالمواهب لدى الشباب وتنمية مواهبهم حتى لايذهبوا الى الاهتمام بالامور البسيطة كالاهتمام بتعديل السيارات وزينتها.. وتسليط الضوء على اهمية المراكز الشبابية والعلمية والرياضية وكذلك الاندية حتى لايبقى الشباب مغيباً ويضطر للجوء الى التوافه من الامور.
اندية هواة السيارات
اما خالد الحربي فيقول:
اعرف ان السيارات صارت اهتمام الشباب الاول وافضل حل في رأيي هو في وجود اندية خاصة لهواة السيارات تساعد في تنظيم هذه الهواية عن الشباب خاصة الذين يبالغون في الاهتمام بسياراتهم ومع وجود ضوابط وشروط للسلامة في مثل هذه الاندية لن يكون هناك اضرار للشباب.
عدم وعي
ويقول عبدالله علي الشهري.. (بائع).. ومازال مهتماً بالسيارات: ان اهتمام الشباب بالسيارات بشكل زائد راجع في حقيقته الى عدم وعي الشباب بواجباتهم باتجاه انفسهم ومجتمعهم وهو دليل على سطحيتهم والدليل على ذلك هو ان الشباب يصنعون ملصقات على السيارات كزينة او وسيلة من وسائل تزيين السيارات وهم يضعون عبارات مثل (الحمد لله) (الله اكبر) او بعض الايات القرآنية.. وهذا شيء جيد ولكن ليس هو المكان المناسب لهذه الايات هو السيارة.. وغير ذلك من الصور المعبرة عن فراغ الشباب وعدم نضجهم وفهمهم للواقع. وفي رأيي ان ذلك يعود بالدرجة الاولى الى البيئة التي تحيط بهؤلاء الشباب وخاصة من اصدقائهم الشباب الذين يؤثرون عليهم في اتخاذ القرارات وتكوين افكار في اغلبها غير صحيحة عن الحياة والتسلية.. والحل يكمن في زيادة عدد المراكز والاندية الشبابية التي هي المكان الامثل لاستغلال طاقات الشباب وصقل مواهبهم ليخرجوا في النهاية بأمور مفيدة لهم ولمجتمعهم والا فقد الشباب مع الوقت حاسة الاهتمام بالامور الجادة التي تجري في المجتمع.
كما يرى الشهري ان انشاء نواد لهواة السيارات مرحلة لم يحن وقتها حتى لا تؤثر على بقية اهتمامات الشباب وتكرس الاهتمام بالسيارات بشكل اكثر او بشكل رسمي..
تقليد كل جديد
اما معتوق الشلوي فيرى من جانبه:
ان اهتمام الشباب بالسيارات يأتي نتيجة حب تقليد كل ماهو جديد خاصة لدى المراهقين حيث انهم يملكون الامكانات المادية لذلك.
ظاهرة.. لاخطورة منها
لتفسير تلك الظاهرة سألنا احد اساتذة الجامعة المتخصصين وهو الاستاذ حسين ابو زيد الذي اجاب قائلاً:
فترة الشباب فترة طبيعية وجميلة نمر بها كلنا.. وحمق الشباب وظواهره لا خطورة منها وذلك يعود لسبب رئيسي وهو الفراغ.. وهو اصل كل تلك الظواهر .. والحل يكمن في اخذ المناعة من الصغر وتثقيفهم..
اما مرحلة المراهقة والشباب فهي فراغ علاوة على حب التقليد للغير.. وفي الحقيقة ان الشباب السعودي محصن اكثر من غيره في هذا الامر لانهم يأخذون التعليمات منذ الصغر ولكن هناك فئة قليلة هي التي تخرج عن المألوف وتقوم بكل ما تراه.. ولكن اغلب هؤلاء الشباب بعد فترةمعينة من العمر وخاصة بعد التخرج يتركون مثل هذه الامور.. واعتقد ان تصرفات الشباب يجب ان تقبل مالم يكن هناك اعتداء على حق الآخرين او المال العام او حدوث مشاكل او استعمال للعنف
ت
ح
ي
ا
ت
ي
العزب زعرب